الأوساط الشيعية انقسم الفقهاء على إثرها إلى مؤيّد ومعارض ، وصاروا فريقين معروفين : أخباريّين وأصوليّين(١).
وقد ردّ نور الدين العاملي على ما ألّفه الإسترآبادي بكتاب أسماه الفوائد المكّية في مداحض حجج الخيالات المدنية ونقض أدلّة الأخبارية ، وردّ عليه دلدار علي النقوي اللَكَهنوي بكتاب أسماه: أساس الأصول ، فألّف الميرزا محمّد عبد النبي النيسابوري الهندي كتاباً أسماه: معاول العقول لقلع أساس الأصول دافع فيه عن كتاب الفوائد المدنية للإسترآبادي وعنّف القول على مؤلّف أساس الأصول ، فانبرى عدد من تلاميذ علي وهم نظام الدين حسين وأحمد علي وغيرهما للدفاع عن شيخهم ، فألّفوا كتاب مطارق الحقّ واليقين لكسر معاول الشياطين.
وهكذا ظلّ الصراع محتدماً بين الأخباريّين والأصوليّين خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريّين ، وكانت المعارك بين الطرفين تدور بشكل خاصّ في مدينة كربلاء حيث كان للأخباريّين فيها وجود بارز ، ولم يقتصر النزاع على علماء الشيعة من الطرفين بل انتقل إلى صفوف عوامّهم ، ومن ذلك ما أوغل الأخباريّون في الازدراء بالأصوليّين وتسفيه منهجهم ومؤلّفاتهم إلى درجة أنّهم كانوا لايلمسون مؤلّفاتهم بأيديهم خوفاً من نجاستها ، بل كانوا يقبضونها من وراء ملابسهم كما جاء في بعض المصادر(٢).
__________________
(١) الحدائق الناضرة دراسة مقارنة في المنهج : ٧٥ ، الحدائق الناضرة ١ / ١٧٠.
(٢) انظر : الموسوعة الشاملة للفرق المعاصرة في العالم : ٣٩.