مرتكزات المنهج الأخباري :
ويرتكز المنهج الأخباري الذي عرضه الإسترآبادي في كتابه ودعا إلى إحيائه بوصفه يمثّل حسبما يعتقد المنهج الأصيل الذي اتّبعه أصحاب الأئمّة عليهمالسلام والرعيل الأوّل من علماء الإمامية على جملة من الأسس والمبادئ يمكن إيجازها فيما يلي :
أوّلاً : انفتاح سبيل العلم بالأحكام الشرعية الفرعية بوجود الأخبار المروية عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام والمقطوع بصدورها ودلالتها(١).
ثانياً : حرمة العمل بظواهر القرآن والسنّة النبوية قبل الوقوف على حالهما في أخبار أهل البيت عليهمالسلام (٢).
ثالثاً : حرمة العمل بالأدلّة الظنّية ـ بما في ذلك الإجماع ـ والأدلّة العقلية كما هو المعمول به في الطريقة الأصولية ، وعدم مشروعية الاجتهاد والتقليد بموجب هذه الطريقة(٣).
رابعاً : التوقّف والاحتياط فيما لم يقُم عليه دليل من أخبار أهل البيت عليهمالسلام (٤).
وقد ربط الإسترآبادي نشأة المدرسة الأصولية عند الشيعة الإمامية بالأفكار العقلية التي نادت بها مدرسة الرأي المقابلة لمدرسة الحديث عند أهل المذاهب
__________________
(١) انظر : الفوائد المدنية : ١٢٣ ، ٣١٤ ، ٣٧٠.
(٢) الفوائد المدنية : ٩١ ، ١٠٤ ، ٣٥٤.
(٣) الفوائد المدنية ، الفصل الأوّل : ١٨٠ ، وكذا الفصل السادس : ٢٦٥.
(٤) الفوائد المدنية : ٣٢٥ ، ٣٥٠.