الأخرى وجسّدتها في علم أصول الفقه ، مقلّصة الاعتماد على الحديث بالاقتصار على المتواتر منه من دون غيره من أخبار الآحاد المشكوك في صحّتها ، وألقى تَبِعة القيام بالخطوات الأولى في نشأة هذه المدرسة على ذلك النحو حسب اعتقاده على الفقيهين القديمين ابن أبي عقيل وابن الجنيد الذين اتّهمهما بالعمل بالقياس ، كما ألقى بتبعة القيام بالخطوات النهائية التي استكملت بها المدرسة الأصولية جميع مقوّماتها واستوفت إطارها الكامل على العلاّمة الحلّي ، كما اتّهم فيه محمّد بن إدريس الحلّي بأنّه أوّل من فتح باب الطعن في صحّة أكثر الأحاديث المتداولة في كتب الشيعة(١).
أعلام المدرسة الأخبارية بعد الإسترآبادي إلى عصر صاحب الحدائق :
اقتفى أثر المحدّث الإسترآبادي أو تأثّر به في منهجه الأخباري ومناهضته للمنهج الأصولي في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريّين كثير من الفقهاء الذين عُرفوا بالمحدّثين أو الأخباريّين ، ولعلّ من أبرز هؤلاء الأخباريّين من الفقهاء هم :
١ ـ الشيخ محمّد تقي المجلسي المتوفّى (١٠٧٠هـ) ، وهو والد العلاّمة المجلسي محمّد باقر صاحب كتاب بحار الأنوار ، له شرح على كتاب من لايحضره الفقيه بالفارسية وآخر بالعربية ، وقد صوّب المجلسي في كلا شرحيه
__________________
(١) انظر : الفوائد المدنية : ٧٨.