إذا عرفت ذلك، فنقول: قال شيخنا العلاّمة (سلمه الله) في توجيه الرواية: إنّ في قوله عليهالسلام : «من هاهنا يؤتى أن يقول الناس» إنّ(١) المصدر بدلٌ من الظرف، أو عطف بيان ؛ يعني: من هاهنا يأتي الغلط، ويدخل الاشتباه على الناس من قولهم: تحرم على الرجل امرأته بسبب الرضاع متى اشتبهت إحدى المحرّمات على زوجها نسباً أو مصاهرة، كالصور الثلاث عشرة وغيرها المذكورة في رسالة الرضاع للشيخ علي [الكركي] رحمهالله (٢)، وقوله عليهالسلام : «هذا لبن الفحل لا غير» يعني هذه الصورة هي التي يحصل التحريم فيها لسبب محض المشابهة في الجملة لإحدى المحرّمات نسباً أو مصاهرة، ولا تحرم بمحض المشابهة امرأة على زوجها ولا غيره في غير هذه الصورة(٣). انتهى كلامه (أدام الله تعالى أيّامه).
وقال الفاضل الورع مولانا أحمد التوني رحمهالله : إنّ قوله عليهالسلام : «ما أجود ممّا سألت» تعجّبٌ عن جودة السائل باعتبار ترتّب حكم غريب على جوابه الذي هو تحريم بنات صاحب اللبن على أب المرتَضِع، وهو أنّه إذا كانت أمّ المرتَضِع من بنات صاحب اللبن، فأرضعته أحدى نسائه أو جواريه بلبن الجدّ، صارت أمّ المرتضع في موضع إحدى بنات أبيه، وصارت عليه حراماً، وانفسخ النكاح، إذ لا فرق بين دوام النكاح في الرضاع ـ على ما هو المشهور ـ وبين ابتدائه، وإليه
__________________
(١) في المخطوطة: (إذ) بدل من: (إنّ).
(٢) الرسائل الرضاعية ١ / ٢١٤ ـ ٢١٥.
(٣) قال به المجلسي في: مرآة العقول ٢٠ / ٢١١.