أبواب هذا الكتاب : ممّا استنزعته واستطرفته من كتب المشيخة المصنّفين ، والرواة المحصّلين ، وستقف على أسمائهم .. إلى أن قال : ومن ذلك ما استطرفته من كتاب السيّاري. وقد أكثر من الرواية عنه الثقة الجليل محمّد بن العبّاس بن ماهيار في تفسيره بتوسّط أحمد بن القاسم. ثمّ إنّ الكتاب المذكور ليس فيه حديث يشعر بالغلوّ ، حتّى على ما اعتقده القمّيّون نفيه فيهم ، وأكثر رواياته موجودة في تفسير العيّاشي ، بل لا يبعد أخذه منه ، إلاّ أنّه لم يصل إلينا سند الأخبار المودعة في تفسيره لحذف بعض النسّاخ. ونقل عنه الشيخ الجليل الحسن بن سليمان الحلّي في مختصر بصائر سعد بن عبد الله ، وعبّر عنه بالتنزيل والتحريف. ونقل عنه الأستاذ الأكبر في حاشية المدارك في بحث القراءة ، وأخرج منه حديثين. وبالجملة فبعد رواية المشايخ العظام : كالحميري ، والصفّار ، وأبي علي الأشعري ، وموسى بن الحسن الأشعري ، والحسين بن محمّد بن عامر ، عنه ، وهم من أجلّة الثقات. واعتماد ثقة الإسلام عليه ، وخلوّ كتابه عن الغلوّ والتخليط ، ونقل الأساطين عنه ، لا ينبغي الإصغاء إلى ما قيل فيه ، أو الريبة في كتابه المذكور»(١).
ولا نريد أن نزيد كثيراً في ما أفاد شيخنا المحدّث النوري ، إلاّ شيئاً من ترتيب المطالب ، وتنقيحها ، وبعض الزيادات المفيدة ، فنقول وبالله الاعتماد :
إن تتبّع حال السيّاري ، والنظر في تراثه العلمي ، واستقراء مرويّاته ، يكشف للباحث المكانة العلمية لهذا المحدّث الجليل ، وأنّ مرويّاته لا تصدر عن درجة
__________________
(١) خاتمة المستدرك ١ / ١١١ ـ ١١٤.