معاوية وكذلك عمارة لقيه طلحة بن خويلد الذي ادعى النبوة في خلافة أبي بكر فقال : ان أهل الكوفة لا يستدلون بأبي موسى الاشعري ، فرجع ولما وصل عبدالله إلى اليمن خرج الذي كان بها من قتل عثمان وهو يعلى بن منبه بما بها من الاموال الى مكة وصار مع عائشة وطلحة والزبير وجمعوا جمعاً عظيماً وقصدوا البصرة ، ولم يوافقهم عبدالله بن عمر.
وأعطى يعلى بن منبه لعائشة جملاً كان اشتراه بمائة دينار اسمه عسكر ، وقيل بثمانين وركبته ومرّوا بمكان اسمه الحوأب فنبحتهم كلابه فقالت عائشة : أي ماء هذا؟
فقيل لها : هذا ماء الحوأب فصرخت وقالت : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول وعنده نساؤه : ليت شعري أيتكن تنبحها كلاب الحوأب؟ ثم ضرب عضد بعيرها فاناخته ، وقالت : دونني فأقاموا يوماً وليلة فقال لها عبدالله بن الزبير : انه كذب ليس هذا ماء الحوأب.
ولم يزل بها وهي تمتنع ، فقال : النجا النجا فقد أدرككم علي ، فارتحلوا فوصلوا البصرة (١).
وقال ابن قتيبة في « الامامة والسياسة » : فلما انتهوا إلى ماء الحوأب في بعض الطريق ومعهم عائشة تنبحها كلاب الحوأب ، فقالت لمحمد بن طلحة : أي ماء هذا؟
قال : ماء الحوأب.
قالت : ما أراني إلاّ راجعة.
__________________
١. روض المناظر : ١١٣.