تكلّم فيه من أحاديث الصحيحين أو أحدهما بل أفرد بعضهم كتاباً في ذلك وهو العراقي ، وأجاب شيخ الإسلام في مقدمة شرحه عن جميع ما انتقد على البخاري » انتهى بمحصله (١).
وعثرت على كلام جماعة غير من تقدم يطول ذكرهم ذهبوا إلى ما ذهب إليه هؤلاء لا فائدة مهمة في نقل خرافاتهم ، وأطرف من هذا كله ما ذكره الشيخ أحمد النخلي مفتي الحنفية ، المترجم في كتاب « سلك الدرر في أعيان القرن الثانى عشر » (٢) ، والكتاب موجود في خزانة كتب حرم المدينة المنورة ، حيث قال في رسالته التي ذكر فيها مشايخه ومروياته ، والرسالة موجودة في خزانة كتب حرم مكة ، ما هذا لفظه :
أخبرنا شيخنا السيد السند أحمد بن عبدالقادر ، نفع الله تعالى به قال : أخبرنا جمال الدين القيرواني ، عن شيخه الشيخ يحيى الخطاب المالكي المكي ، قال : أخبرنا عمّي الشيخ بركات الخطابي ، عن والده ، عن جده الشيخ محمد بن عبدالرحمن الخطاب شارح مختصر خليل ، قال : مشينا مع شيخنا العارف بالله الشيخ عبدالمعطي التنوسي ، لزيارة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فلمّا قربنا من الروضة الشريفة ، ترجّلنا فجعل الشيخ عبدالمعطي يمشي خطوات ويقف ، حتى وقف تجاه القبر الشريف فتكلّم بكلام لم نفهمه ، فلما انصرفنا سألناه عن وقفاته؟ فقال : كنت أطلب الإذن من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في القدوم عليه ، فإذا قال
__________________
١. دراسات اللبيب في الأسوة الحسنة بالحبيب : ٣٠٨ ـ ٣٢٥ ، وهذه الاسطر القلائل حصيلة ما يقرب عشرين صفحة كما تلاحظ وفيها مباحث دقيقة حول أخبار الصحيحين وما يترتب عليهما بعد فرض التناقض والتضاد بين مدلوليهما.
٢. سلك الدرر ١ : ١٧١ والكتاب قد طبع في مجلدين.