تكلّفه الكثير من المخاطرة ، ولذا فقط حرص على إثارة الخبر فقط موقناً بأن مجرّد وصول النبأ الى بغداد سوف يمهّد طريق العودة ...
وتلقّى الامام قرار المأمون وإصراره على اصطحابه بصمت معبّر ... إنّه يدرك هواجس الخليفة الذي وقع في مأزق صنعه بنفسه ..
كان المأمون يخطط الى اخماد البركان العلوي الثائر بتعيين الامام ولياً للعهد .. ثم يعمل فيما بعد في الحطّ من شأنه واظهار عجزه العلمي ، وطموحاته في الاستيلاء على الخلافة وأطماعه ، ومن ثم يضرب ضربته القاضية ..
ولكن ما حصل أن الرضا كان يتألّق كل يوم وأصبح رمزاً انسانا ونموذجاً ومثالاً للمسلم ... وهذا يعني فشل المأمون وتهافت خططه ..
وفي تلك الليلة وفيما كانت رياح تشرين الباردة تجوس خلال الديار ولج الامام محرابه ، وقد اقفر منزله .. واستحال الى سجن بسبب تشديد الحصار!!
وقف الرجل الاسمر في المحراب وقد اتجه بكلّيته إلى السماء ... كل ذرّة في كيانه كانت تضجّ بالحزن .. وكل خلية في