وجوده كانت تشكو القهر .. وكان قلبه الكبير .. يخفق بالاتحاد مع حقيقة الوجود ومبدأه ...
وارتفعت يدا الانسان المقهور تجسّدان التحام الانسان بالاله .. في عبودية تمثل ذروة الحرّية الانسانية :
ـ اللهم يا ذا القدرة الجامعة ، والرحمة الواسعة والمنن المتتابعة!
والآلاء المتوالية .. والأيادي الجميلة ، والمواهب الجزيلة!
يا من لا يوصف بتمثيل ، ولا يمثل بنظير ...
يا من خلق فرزق ، وألهم فأنطق ...
وابتدع فشرع ، وعلا فارتفع ... وقدر فأحسن ، وصوّر فأتقن ... يا من سما في العزّ ففات خواطف الابصار!
ودنا في اللطف ، فجاز هواجس الافكار!
يا من تفرّد بالملك فلا ندّ له في ملكوت سلطانه!
وتوحّد بالكبرياء فلا ضدّ له في جبروت شأنه!
يا من حارت في كبرياء هيبته دقائق لطائف الأوهام!
وحسرت دون إدراك عظمته خطائف أبصار الأنام!
يا عالم خطرات قلوب العارفين ، وشاهد لحظات أبصار الناظرين!