حال وقوع انقلاب عسكري يطيح بالمأمون أو أنه زوّر لتوزيعه في الاقاليم لتعزيز نفوذ ذي الرئاستين الذي أصبح الحاكم الفعلي للدولة .. وربّما للاحتفاظ به إذا قرر الفضل البقاء في خراسان وعدم عودة الى بغداد؟!
وغمغم الفضل وعيناه تبرقان كأفعى منتفخة بالسم :
ـ لن يشك أحد في الكتاب.
وعلّق هشام :
ـ إنّ الرضا نفسه لن يساوره أدنى شكّ في مقدمة الكتاب .. لقد جمعته من أحاديث وخطبه!
وتساءل الفضل وهو يطوي الكتاب بعناية فائقة ويلفّه بمنديل حريري.
ـ كم صحبته؟
ـ من؟!
ـ أعني الرضا!
أجاب ساخراً :
ـ سنوات.
ورمقة الفضل بنظرة فيها استصغار :
ـ فما الذي دفعك الى أن تخذله؟