ـ ماذا تقصد؟!
ـ أريد أن أعرف قصتك معه .. ما الذي حصل لكي تغيّر رأيك فيه.
أجاب الذي في قلبه مرض :
ـ دعني من هذا .. متى كان آباؤه يجلسون على الكراسي؟ حتى يبايع لهم بولاية العهد ، كما فعل هذا؟! ١٥٨
أعاد الفضل الكتاب الى الصندوق وتثاءب وهو ينظر بطرف خفي الى عميله وجاسوسه الذي اشتراه بثمن بخس.
ونهض « الإسخريوطي » ١٥٩ ، بينما ظلّ ذو الرئاستين ساهراً على ضوء قنديل فضي .. يفكر ويدبّر .. فالطريق الى بغداد طويلة .. محفوظة بالاخطار .. مليئة بالمغامرات .. إن المأمون داهية بني العباس ماهر في لعبة الشطرنج وها هو يحرّك فيلة وقلاعاً وجنوداً لا يراها ...
بالأمس أطلق سراح هرثمة بن أعين .. لماذا؟! لا يعرف حتى الآن! كيف يستصرف اذن .. وشعر الفضل أن رأسه قد أصبح حلبة تتسابق فيها خيل مجنونة وذئاب فأطفأ القنديل .. ونام ...