استدعى المأمون ابن بشير وكان يستظل تحت شجرة كالبتوس باسقة ، وما امتثل أمامه في حالة من الاستعداد والطاعة العمياء.
قال المأمون بعد أن ركز في عينيه النظر لحظات :
ـ أرني كفّين ..
وفوجئ ابن بشير فقدّم كفّيه مبسوطتين وعلامات سؤال واستفهام تموج في عينيه القلقتين.
ضغط المأمون على الحروف وهو يقول له :
أطل أظفارك .. ولا تقلّمها ١٧٦.
وفوجئ « منصور » بهذا الأمر الغريب ، ولكنه هتف :
ـ سمعاً وطاعة يا أمير المؤمنين.
ـ والآن اذهب الى الرضا فانه سيسلّمك رقعه فيه خطبة الجمعة فوافيني بها في المسجد ..
كانت الجموع تصطف وقد زالت الشمس وشرع المأمون يقرأ خطبة الجمعة ..
لم يستطع المأمون إخفاء تأثره بالكلمات الشفافة المؤثرة تنساب الى القلب .. الله المطلق مصدر الوجود ونبع الحياة المتدفق .. الله القدرة المطلقة .. الواحد الأحد .. وهذه كلمته