الخالدة في القرآن جاء بها رسوله محمد النبي ..
إنّ الله لم يخلق الانسانية عبثاً هناك غائية يتحرك خلالها البشر .. نحو مصير يحدّده الانسان في مساره .. ليس هناك في الدنيا ما يستأهل أن يبيع الانسان فيها نفسه للشيطان إنّ جهنم بالمرصاد .. ودقات القلب خطى الانسان نحو الموت مصير الانسان الحتم .. وحدهم الأبرار والأخيار هم الفائزون يوم لا ينفع مال ولا بنون ..
وخشعت القلوب .. ودمعت العيون .. حتى المأمون ارتجف قلبه وأخذته قشعريرة .. وانتابته هواجس أربكته وهو يستعد للصلاة ..
ولكنه عندما دخل حجرته وقد قضيت الصلاة ووقعت عيناه على صندوق من خشب الأبنوس .. وعلى كأس فيه بقية نبيذ من ليلة أمس نسي كل شيء .. ولم يعد يفكّر الا بعرشه ومملكته .. والعودة الى بغداد .. بغداد التي أضحت حلمه الوحيد .. وراح يستعيد ذكرياته هناك .. الموسيقى الصادحة على ضفاف النهر .. واغنيات « الموصلي » ١٧٧ والليالي العابثة ..
جنحت الشمس للمغيب .. وأرسلت آخر اشعتها الذهبية فوق الربى البعيدة .. وشيئاً فشيئاً تكاثفت الظلمة لتهب الاشياء