وحاول الامام النهوض أدباً ، فأشار اليه المأمون بالتزام الفراش ، وجلس قريباً من وسادته .. وغادر هرثمة بعد أن حيّا المأمون .. ساد صمت مهيب كسره الخليفة بقوله :
ـ إنّك محموم يا أبا الحسن .. والصواب أن تمصّ رمّاناً أو تشرب ماءه!
قال الامام بصوت واهن :
ـ ما بي إليه حاجة.
ـ لابدّ من ذلك .. أقسم بحقّي عليك! وصاح على خادم في الباب :
ـ اقطف لنا رمّانة!
وجاء الخادم برمّانة الموت ..
قال المأمون مخاطباً ابن بشير الذي ما يزال مشدوهاً بما يجري :
ـ تقدّم فقشرها وفتّها!
هنا لك أدرك العبد دوره القذر في اغتيال الحقيقة. مدّ كفّه التي تشبه مخالب ذئب وتناول الرمّانة وأحضر الخادم كأساً من البلور ..