وقد انبسجت في العيون دموع .. دموع مضخمة بالذكريات .. بالوفاء .. بالغضب .. بالوداع ...
وكان الامام قد بدا في لحظات فريدة من الاتحاد مع الوجود والكون الحقيقية الوحيد ..
وهتف « ياسر » في أعماقه المتفجّرة غضباً :
ـ اللعنة على ذئب بني العباس .. اللعنة على هذا الذئب الذي يرتدي فراء الثعالب!
شمس الخريف تجنح نحو المغيب ، والروح العظيم تسطع .. تتأهب للرحيل .. والامام يردد على وهن كلمات السماء ١٨٧ .. كلمات جاء بها جبريل الى الأرض :
ـ ( قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم ).
وفتح الامام عينيه قائلاً لياسر :
ـ هل أكل الناس شيئاً.
أجاب ياسر تخنقه عبرة :
ـ ومن يأكل مع ما أنت فيه؟!
وتماسك الامام على نفسه ليجلس وكان جسده ينوء بالروح التي تريد الرحيل: