وبالرغم من تظاهر المأمون بالفجيعة ، وتظاهره بالجزع وما سمع عنه قبل مراسم الغسل : « وقد كنت أؤمل أن أموت قبلك » ١٩٣.
فقد بدأ الحديث عن اغتيال الامام بالسم ١٩٤ وحكايات عن العنب المشبوه وعصير الرمّان!
جرت مراسم الغسل في صباح اليوم الثالث ونقل الجثمان الى مسجد القرية للصلاة عليه ، وفي أجواء ملبّدة بالغيوم وقد ساد التوتّر وعمّ الحزن قرية « سناباد » التي لم تنس ذلك الرجل الاسمر الذي توقف عندها قبل ثلاثة أعوام وبارك أهلها وجبلاً فيها ..
اتجه الموكب المهيب الى قصر حميد بن قحطبة مرّة أخرى الى حيث قبر هارون الرشيد ..
وغمغم المأمون بعد أن أهيل التراب :
ـ « ليغفر الله لهارون » ١٩٥!
وكان محمد بن جعفر يكفكف دموعه بحزن وتذكّر أخاه موسى الذي توفى مسموماً في بغداد ..
ياللقدر! قتل هارون موسى ، وقتل ابن هارون ابن موسى!