أن شيمتي العفو ، وطبيعتي التجاوز ما تركت على وجهها منكم أحداً ، فكلكم حلال الدم ، محل بنفسه ..
وأما ما سألتم : من البيعة للعباس ابني .. اتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟! ويلكم ، إن العباس غلام حدث السن ، ولم يؤنس رشده ، ولم يمهل وحده ، ولم تحكمه التجارب. تدبره النساء ، وتكفله الاماء ، ثم .. لم يتفقه في الدين ، ولم يعرف حلالاً من حرام ، الا معرفة لا تأتي به رعية ، ولا تقوم به الحجة ، ولو كان مستأهلاً ، قد أحكمته التجارب ، وتفقه في الدين ، وبلغ مبلغ أمير العدل في الزهد في الدنيا ، وصرف النفس عنها .. ما كان له عندي في الخلافة ، الا ما كان لرجل من عك وحمير ، فلا تكثروا من هذا المقال ، فإن لساني لم يزل مخزوناً عن أُمورٍ وأنباء ، كراهية أن تخنث النفوس عندما تنكشف ، علماً بأن الله بالغ أمره ، ومظهر قضاءه يوما ..
فإذ أبيتم الا كشف الغطاء ، وقشر العظاء ، فالرشيد أخبرني عن آبائه ، وعما وجده في كتاب الدولة ، وغيرها : أن السابع من ولد العباس ، لا تقوم لبني العباس بعده قائمة ، ولا تزال النعمة متعلقة عليهم حياته ، فإذا أودعت فودِّعها ، فإذا أودع فودعاها ، وإذا فقدتم شخصي ، فاطلبوا لأنفسكم معقلاً ، وهيهات ، ما لكم الا السيف ، يأتيكم الحسني الثائر البائر ، فيحصدكم حصداً ، أو السفياني المرغَّم ، والقائم المهدي لا يحقن دماءكم الا بحقها ..
وأما ما كنت أردته من البيعة لعلي بن موسى ، بعد استحقاق منه