الجرز ، وحياتها بإشراق نور الرجحان الظاهر من شمس الوجود الراجح عليها. و « الحبّ » المخرج منها هو بحر المحبّة ، وهو ما ذكر من نور الرجحان ، وهو الوجود المقيّد ، ومثال الألوهيّة ، ومجلى الأسماء الحسنى والأمثال العليا والكبرياء والآلاء. ومن ذلك أكمل كلّ موجود مشهود أم مفقود ، وبه إمدادهم ، ومنه استمدادهم ، وعليه مردّهم ومعادهم.
( وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ ). (١) « الجنّات » هي العوالم المتحصّلة من ذلك الحبّ في قوله عزّ وجلّ : « فأحببت أن أعرف » (٢).
« النخيل » هي عالم العقول إلى عالم الأرواح ، وعالم النفوس ، أي الخلق الأوّل ـ من عالم الغيب. « والأعناب » هي عالم الطبائع والموادّ إلى عالم الأجسام بجميع مراتبها وأفلاكها وعناصرها ، وهي الخلق الثاني أي عالم الشهادة ـ إلى أن قال : ـ وهذا العالم المشار إليه ـ وهو الواقعي الأوّلي ـ هو المعاد يوم الآخرة عند رجوع كلّ شيء إلى أصله. انتهى.
وبالجملة : فالاعتقاد المذكور من أصول الدين ، ومنكره من الكافرين.
الثالث : في أحوال أهل النار الموجودة الآن بدلالة الآيات والأخبار ، ببيان وجوب الاعتقاد ، بحقّيّة الصراط وتعذيب الكفّار وأمثالهم من الأشرار والفجّار في طبقات النار بالعذاب الجسماني أيضا على وجه الخلود ، أو بدونه على وفق ما استفيد من العقل أو النقل الواصل من النبيّ صلىاللهعليهوآله أو الأئمّة الأطهار. وهو أيضا من أصول الدين ومنكره من الكافرين.
الرابع : في بيان أحوال أهل الأعراف.
__________________
(١) يس (٣٦) : ٣٤.
(٢) « شرح نهج البلاغة » ٥ : ١٦٣ ؛ « بحار الأنوار » ٨٤ : ١٩٩.