أرباب العقول إليه غير معقول ؛ لأنّ الميل إلى ما فيه الارتياب لشيء عجاب ، بل هو من العاقل بعيد. ولقد كشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد (١).
اعلم أنّه صدر من الشيخ المعاصر (٢) مثل الكلمات المذكورة المخالفة للشريعة كلمات أخرى في مواضع أخر :
منها : ما قال في شرح الزيارة حيث قال : « الإنسان له جسدان وجسمان : فأمّا الجسد الأوّل فهو ما تألّف من العناصر الزمانيّة. وهذا الجسد كالثوب يلبسه الإنسان ويخلعه ولا لذّة له ولا ألم له ولا طاعة ولا معصية ، ألا ترى أنّ زيدا يمرض ويذهب جميع لحمه حتّى لا يكاد يوجد فيه رطل لحم ، وهو زيد لم يتغيّر ، وأن تعلم قطعا ببديهتك أنّ هذا زيد العاصي ولم تذهب من معاصيه واحدة ، ولو كان ما ذهب منه أو له مدخل في المعصية لذهبت أكثر معاصيه بذهاب محلّها ومصدرها ، وهذا مثلا زيد المطيع لم تذهب من طاعاته شيء ؛ إذ لا ربط لها بالذاهب بوجه من الوجوه ، لا وجه علّيّة ولا وجه مصدريّة ولا تعلّق ولو كان الذاهب من زيد لذهب بما يخصّه من خير وشرّ ، وكذا لو سمن بعد ذلك هو زيد بلا زيادة في زيد بالسمن ، ولا نقصان فيه بالضعف ، لا في ذات ، ولا في صفات ، ولا في طاعة ، ولا في معصية.
والحاصل : هذا الجسد ليس منه وإنّما هو بمنزلة الكثافة في الحجر والقلى ، فإنّهما إذا أذيبا حصل زجاج وهذا الزجاج هو بعينه هو ذلك الحجر والقلى الكثيفان لمّا ذاب زالت عنه الكثافة وليست من الأرض ؛ فإنّ الأرض لطيفة شفّافة ، وإنّما كثافتها من تصادم العناصر » (٣).
__________________
(١) اقتباس من الآية ٢٢ من سورة ق (٥٠).
(٢) يقصد به الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي.
(٣) « شرح زيارة الجامعة الكبيرة » ٤ : ٢٥ ـ ٢٦.