أقول : تمام الخبر مشروح في كتاب الاحتجاجات (١).
اعلم : أنّه وردت في الكافي أخبار متعلّقة بهذا الباب ينبغي ذكرها وإن ذكر بعضها في الأصل ، فأقول : قال :
[١] أبو عليّ الأشعري ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن أبي محمّد الأنصاري ، قال : وكان خيّرا ، قال : حدّثني أبو اليقظان عمّار الأسدي ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لو أنّ مؤمنا أقسم على ربّه أن لا يميته ما أماته أبدا ، ولكن إذا حضر أجله بعث الله عزّ وجلّ إليه ريحين : ريحا يقال لها : المنسية ، وريحا يقال لها : المسخيّة. فأمّا المنسية فإنّها تنسيه أهله وماله ، وأمّا المسخيّة فإنّها تسخّي نفسه عن الدنيا حتّى يختار ما عند الله » (٢).
[٢] عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، عن سدير الصيرفي قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : جعلت فداك يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، هل يكره المؤمن على قبض روحه؟ قال : « لا ، والله إنّه إذا أتاه ملك الموت لقبض روحه جزع عند ذلك ، فيقول له ملك الموت : يا وليّ الله ، لا تجزع ، فو الذي بعث محمّدا صلىاللهعليهوآله لأنا أبرّ بك وأشفق عليك من والد رحيم لو حضرك ، افتح عينيك فانظر.
قال : ويمثّل له رسول الله صلىاللهعليهوآله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة من ذرّيّتهم عليهمالسلام فيقال له : هذا رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة عليهمالسلام رفقاؤك. قال : فيفتح عينيه ، فينظر ، فينادي روحه مناد من قبل ربّ العزة فيقول : يا أيّتها النفس المطمئنّة ـ إلى محمّد صلىاللهعليهوآله وأهل بيته عليهمالسلام ـ ارجعي إلى ربّك
__________________
(١) راجع « الاحتجاج » ٢ : ٣٣٦ ـ ٣٥٢ ، احتجاج أبي عبد الله عليهالسلام على الزنادقة.
(٢) « الكافي » ٣ : ١٢٧ ، باب أنّ المؤمن لا يكره على قبض روحه ، ح ١.