شرق ولا غرب ولا في برّ ولا في بحر إلاّ ومنكر ونكير يسألانه عن ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام بعد الموت ، يقولون للميّت : من ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟ ومن إمامك؟ » (١).
وعن الصادق عليهالسلام قال : « الجريدة تنفع المؤمن والكافر » (٢).
وسأل زنديق الصادق عليهالسلام عن مسائل إلى أن قال : أخبرني عن السراج إذا انطفأ أين يذهب نوره؟ قال : « يذهب فلا يعود ».
قال : فما أنكرت أن يكون الإنسان مثل ذلك إذا مات وفارق الروح البدن لم يرجع إليه أبدا كما لا يرجع ضوء السراج إليه إذا انطفأ؟ قال : « لم تصب القياس ، إنّ النار في الأجسام كامنة والأجسام قائمة بأعيانها كالحجر والحديد ، فإذا ضرب أحدهما بالآخر سطعت من بينهما نار يقتبس منها سراج له الضوء ، فالنار ثابتة في أجسامها ، والضوء ذاهب ، والروح جسم رقيق قد ألبس قالبا كثيفا ، وليس بمنزلة السراج الذي ذكرت ، إنّ الذي خلق في الرحم جنينا من ماء صاف ، وركّب فيه ضروبا مختلفة من عروق وعصب وأسنان وشعر وعظام وغير ذلك هو يحييه بعد موته ، ويعيده بعد فنائه ».
قال : فأين الروح؟ قال : « في بطن الأرض حيث مصرع البدن إلى وقت البعث ».
فمن صلب أين روحه؟ قال : « في كفّ الملك الذي قبضها حتّى يودعها الأرض ».
قال : أفيتلاشى الروح بعد خروجه عن قالبه أم هو باق؟ قال : « بل هو باق إلى يوم ينفخ في الصور. فعند ذلك تبطل الأشياء فتفنى ، فلا حسّ ولا محسوس ، ثمّ أعيدت الأشياء كما بدأها مدبّرها وذلك أربعمائة سنة يسبت فيها الخلق ، وذلك بين النفختين » (٣).
__________________
(١) المصدر السابق : ٢١٦ ، ح ٦.
(٢) « بحار الأنوار » ٦ : ٢١٦ ، ح ٧ ، نقلا عن « الكافي » ٣ : ١٥١ ، باب الجريدة ، ح ١.
(٣) « بحار الأنوار » ٦ : ٢١٦ ، ح ٨ ، نقلا عن « الاحتجاج » ٢ : ٣٤٩ ـ ٣٥٠.