كهيئة الدموع ، فيكون ذلك خروج نفسه. وإنّ الكافر تخرج نفسه سلاّ من شدقه (١) كزبد البعير ، أو كما تخرج نفس البعير » (٢).
[١٢] محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد والحسين بن سعيد جميعا ، عن القاسم بن محمّد ، عن عبد الصمد بن بشير ، عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : قلت : أصلحك الله ، من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه ، ومن أبغض لقاء الله أبغض الله لقاءه؟ قال : « نعم ».
قلت : فو الله إنّا لنكره الموت ، فقال : « ليس ذلك حيث تذهب إنّما ذلك عند المعاينة ، إذا رأى ما يحبّ فليس شيء أحبّ إليه من أن يتقدّم ، والله تعالى يحبّ لقاءه وهو يحبّ لقاء الله حينئذ ، وإذا رأى ما يكره فليس شيء أبغض إليه من لقاء الله وهو يبغض لقاءه » (٣).
[١٣] أبو عليّ الأشعري ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي المستهلّ ، عن محمّد بن حنظلة ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : جعلت فداك حديث سمعته من بعض شيعتك ومواليك يرويه عن أبيك؟ قال : « وما هو؟ » قلت : زعموا أنّه كان يقول : « أغبط ما يكون امرؤ بما نحن عليه إذا كانت النفس في هذه ».
فقال : « نعم ، إذا كان ذلك أتاه نبيّ الله صلىاللهعليهوآله وأتاه عليّ عليهالسلام وأتاه جبرئيل وأتاه ملك الموت عليهماالسلام ، فيقول ذلك الملك لعليّ عليهالسلام : يا عليّ ، إنّ فلانا كان مواليا لك ولأهل بيتك ، فيقول : نعم ، كان يتولاّنا ويتبرّى من عدوّنا ، فيقول ذلك نبيّ الله صلىاللهعليهوآله لجبرئيل ، فيرفع ذلك جبرئيل عليهالسلام إلى الله عزّ وجلّ » (٤).
[١٤] وعنه ، عن صفوان ، عن جارود بن المنذر ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول :
__________________
(١) الشدق : جانب الفم. كذا في « لسان العرب » ١٠ : ١٧٢ ، « ش د ق ».
(٢) « الكافي » ٣ : ١٣٤ ، باب ما يعاين المؤمن والكافر ، ح ١١.
(٣) المصدر السابق ، ح ١٢.
(٤) المصدر السابق : ١٣٤ ـ ١٣٥ ، ح ١٣.