وقالوا : كان معاوية كاتب الوحي ، وقد كتب الوحي لرسول الله صلىاللهعليهوآله ـ وهو ما كان ينزل عليه من القرآن ـ جماعة ممن كان يومئذ يحسن الكتابة ، وكانوا قليلا (١) كعلي عليهالسلام ، وقد كان يكتب ذلك وكتب ذلك قبل معاوية عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، ثم ارتد كافرا ، ولحق بمكة (٢) قبل الفتح ، ونذر رسول الله صلىاللهعليهوآله دمه يوم فتح مكة. وقد ذكرنا فيما تقدم خبره (٣) واستنقاذ عثمان بن عفان إياه.
وما علمنا أحدا جعل كتابة الوحي فضيلة يتوسل بها الى أن يكون إماما بذلك ، والناس يكتبون القرآن الى اليوم. والتماس مثل هذا لمن يراد تفضيله ممّا يبيّن تخلفه عن الفضائل (٤).
__________________
(١) منهم زيد بن ارقم وزيد بن ثابت وحنظلة بن الربيع وعبد الله بن حنظل.
(٢) وفي نسخة ـ ج ـ : ولحق بمعاوية.
(٣) في الجزء الثالث. فراجع.
(٤) هذا وقال المدائني : كان زيد بن ثابت يكتب الوحي ، وكان معاوية يكتب للنبي صلىاللهعليهوآله فيما بينه وبين العرب. وقال السيد محمّد بن عقيل في النصائح : اما كتابة معاوية للوحي والتنزيل فلم تصلح ، ومن ادعى ذلك فليثبت أية نزلت فكتبها معاوية ، اللهم إلا أن يأتينا بالحديث الموضوع انه كتب آية الكرسي بقلم من ذهب جاء به جبرائيل هدية لمعاوية من فوق العرش نعوذ بالله من الفرية على الله وعلى أمينه وعلى رسوله. ذلك وأيم الله العار والشنار ( قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ ).