الفضائل في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه مجتمعة ، وأن مناقبه منها أعظمها قدرا ، وأرجحها وزنا ، وأعلاها في وجه الحق ، ولسنا نذكر عن ذلك شيئا إلا مشهورا معروفا يعرفه من خالفنا ، ولا ينكره من نظر في كتابنا.
قال : فأما فضل أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه على جميع المؤمنين فقد بان عندنا وصح بحجج قائمة باهرة ظاهرة ولا يذهب عنها عند كشفنا لها والإخبار بها إلا معاند أو جاهل قد غلب عليه الجهل.
قال هذا القائل للذين زعموا أن أبا بكر أفضل من علي عليهالسلام لإجماع الناس على بيعته : لسنا نحتج عليكم بما روته الرافضة من أن بيعة أبي بكر كانت على المغالبة والقهر دون الاجتماع ، ولكنا نحتج عليكم بما رويتم أنتم أن القوم لما بلغهم اجتماع الأنصار بادروا لبيعة أبي بكر مخافة الفتنة. وذكر هذا القائل حديثهم في ذلك.
[ وقفة عند السقيفة ]
[٥٤٥] عن ابن عيينة ، باسناده ، عن عمر ، أنه قال : لما قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة (١) ليبايعوا سعد بن عبادة (٢).
قال عمر : فمشيت إليهم مع أبي بكر وأبي عبيدة بن الجراح (٣).
__________________
(١) وهي ظلة كانوا يجلسون تحتها عند بئر بضاعة وهي السقيفة التي كانت بيعة أبي بكر ، قرية بني ساعدة عند بئر بضاعة والبئر وسط بيوتهم ، وشمالي البئر الى جهة المغرب بقية اطام المدينة ( عمدة الاخبار ص ٣٣٦ ).
(٢) الصحابي الخزرجي من الامراء الاشراف في الجاهلية والاسلام أحد النقباء في بيعة العقبة شهد أحدا والخندق ، ارتحل الى حوران حيث قتل فيها سنة ١٤ ه.
(٣) وهو عامر بن عبد الله القرشي الفهري توفي بطاعون عمواس ودفن في غور بيسان سنة ١٨ ه.