فهل يدعي أحد أو يدعي له أن رسول الله صلىاللهعليهوآله اختصه من سره ، وأطلعه على علم ما يكون من بعده وعلى محاربة من حاربه ، وعلى أنه سيقتل من بعده ، ومن يقتله ، ومتى يكون ذلك ، وبشره بما له ولمن يقاتل معه من الثواب عند الله عزّ وجلّ. وهل يجوز أن يكون ذلك ويطلع عليه ، ويختصّ به رسول الله صلىاللهعليهوآله إلا من أقامه مقامه من بعده ، وأذن له بالجهاد في سبيل الله كما أذن الله عزّ وجلّ في ذلك له ، وكذلك إخباره اياه ، واطلاعه على ما يكون من بعده الى يوم القيامة ، وحكايته ذلك على المنبر على رءوس الأشهاد من الصحابة وغيرهم أنه ما من فئة تكون الى يوم القيامة إلا وهو يعلم ناعقها وقائدها وسائقها. وأنه يعلم ما بين اللوحين ـ يعني كتاب الله عزّ وجلّ ـ الذي أخبر سبحانه أن فيه بيان لكل شيء ، فأخبر رسول الله صلىاللهعليهوآله كما حكي ذلك عنه في هذا الكتاب وهو خبر مشهور يرويه الخاصّ والعام.
إن في كتاب الله عزّ وجلّ نبأ من مضى وخبر ما يكون وما يأتي.
__________________
هو للمحراب والحرب اخ |
|
جاهد ما بين نفل وجهاد |
نفسه الحرة قد عرّضها |
|
للظبا البيض وللسمر الصعاد |
سامها بذلا فهابوا سومها |
|
فهي كالجوهر في سوق الكساد |
طالما أقدم لا في صنعة |
|
من لبوس يتقي بأس الأعادي |
فتحامتها وجوه تنجلي |
|
غبرة الهيجاء عنها بسواد |
سلبوها وهو في غرّته |
|
حيث لا حرب ولا قرع جلاد |
قسما لو نبهوه لرأوا |
|
دون أن يدنو له خرط القتاد |
عاقر الناقة مع شقوته |
|
ليس بالأشقى من الرجس المرادي |
فلقد عمم بالسيف فتى |
|
عمّ خلق الله طرا بالأيادي |
فبكته الانس والجنّ معا |
|
و طيور الجوّ مع وحش البوادي |
و بكاه الملأ الأعلى دما |
|
و غدا جبريل بالويل ينادي |
هدمت والله أركان الهدى |
|
حيث لا من منذر فينا وهادي |