كغيره من الإصطلاحات ـ بمعنى آخر ، فصارت أحرفه توحي لنا احساساً منفراً ، لأننا ـ كالعادة ـ لم نبحث عن مدلولاته في كتب القوم وتراثهم ، بل استسلمنا لصحف الدول والأنظمة العربية والعجمية العفنة ، أو كتابات أعداء الشيعة القدامى لكي نقيم عنهم رأياً ، فكنا كمن استفتى الرئيس الأمريكي في الشيوعية دون أن يلتمس هذه النظرية في كتبها الأصلية ، وكتب المعتدلين من مفكريها لا المتطرفين ، وهذا عندي ـ وعند كثير غيري ـ يخلو من النزاهة والإنصاف . أنا أتحدث عن ( العصمة ) فليس في مصطلحات القوم لفظ أكثر منه تنفيراً لأهل السنة .
لم يؤثر عن الصحابة
الكلام في عصمة الأنبياء ، بل لا نجد لهذا المعنى ذكراً في حياة الرسول نفسه ، والشيعة أول من تكلم فيه ، ثم جاء علماء السنة فيما بعد فاضطروا للبحث فيه لرد مقولات الشيعة . فأما عصمة الأنبياء فالخلاف بين الطرفين ليس بواسع ، لأن السنة يسلمون بها للأنبياء على خلاف بينهم في أنها مطلقة أم في حدود الرسالة فقط ، وليس في هذا الكتاب مجال مناقشة