وقد وافق ابن خلدون ـ وهو من أعداء الشيعة ـ قولهم في العصمة على النحو الذي ذكرته ، لكنه فتح الباب فيها لجميع المؤمنين الصادقين ، ولم يقصرها على اثني عشر إماماً ، فقال :
( إن المطلوب من
التكاليف كلها حصول ملكة راسخة في النفس ، يحصل عنها علم اضطراري للنفس هو التوحيد ، وهو العقيدة الإيمانية وهو الذي تحصل به السعادة ، وأن ذلك سواء في التكاليف القلبية والبدنية ، ويتفهم منه أن الإيمان الذي هو أصل التكاليف وينبوعها هو بهذه المثابة ذو مراتب أولها التصديق القلبي الموافق للسان وأعلاها حصول كيفية من ذلك الإعتقاد القلبي وما يتبعه من العمل مستولية على القلب ، فيستتبع الجوارح وتندرج في طاعتها جميع التصرفات ، حتى تنخرط الأفعال كلها في طاعة ذلك التصديق الإيماني ، وهذا أرفع مراتب الإيمان ، وهو الإيمان الكامل الذي لا يقارف المؤمن معه صغيرة ولا كبيرة ، إذ حصول الملكة ورسوخها مانع من الإنحراف عن مناهجه طرفة عين ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يزني الزاني حين يزني