___________________________
أما من ناحية عقيدية ، فإن من ضرورات مذهب الشيعة أن الأرض لا تخلو من إمام ، إما ظاهر مشهور أو خائف مستور ، وقد كان علي عليه السلام ينادي بها من على منبر الخلافة . وأنه لو بقي شخصان على وجه الأرض لكان أحدهما إماماً وحجة لله تعالى على الآخر . بل وردت الرواية بأن الأرض لو خليت من إمام لساخت بأهلها .
وهم يحتجون على المذاهب الأخرى بمثل قول النبي صلى الله عليه وآله ( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي . كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض ، وعترتي أهل بيتي . وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض فانظروني بم تخلفوني فيها ) مسند أحمد ج ٣ ص ١٧
فإن لا معنى لإخبار الله تعالى بعدم افتراق القرآن والعترة الى يوم القيامة ، إلا أنه تعالى تكفل بوجود إمام من العترة يبين القرآن في كل عصر إلى يوم القيامة .
نعم قد يبتلي الله عباده فيغيِّب عنهم حجته الى مدة تقصر أو تطول ، لأسباب وحكم لا نحيط بعلمها ، كما حدث في خاتم الأئمة المهدي عليه السلام ، حيث مد الله تعالى في عمره كما مد في عمر الخضر وغيره . وهنا يأتي دور مرجعية الفقهاء ، كما اصطلح الشيعة على تسميته . ويمكن أن نسميه دور الفقهاء وقيادة الفقهاء ، لكن لا يمكن أن نسميه ( إمامة ) الفقهاء بالمصطلح الشيعي ، لأن الإمامة عند إطلاقها بدون قرينة مخصوصة بالإمام المعصوم المعين من الله تعالى ، ورسوله صلى الله عليه وآله .
فينبغي الالتفات الى أن إخواننا السنة قد أطلقوا لقب ( الإمام ) في القرون المتأخرة على الخليفة ، ثم أطلقوه على كبار العلماء ، ثم توسعوا في إطلاقة على الخلفاء والعلماء حتى اضطروا الى إضافة وصف آخر معه ليدل على خليفة أو السلطان أو كبير العلماء ، فقالوا ( الإمام الأكبر ) تمييزاً له عن الأئمة الصغار .