أيدينا من عُدة سياسية ، وتراث حركي وجدناه هشاً لا يقوم على أساس متين ، ففشلنا في إسقاط النظم ، وأسقطنا بدلاً منها حرمة المسلمين ، فكفرنا كل من لفت نظرنا الضعيف الى مخالفة ـ ولو صريحة ـ لمبادئ الإسلام الذي نطالب باقامته .
وقد يكون من الأجمل استعراض الأحداث السياسية الكبرى في تاريخنا ـ أن كنا خير أمة ـ مما هو متصل بموضوع واحد فحسب من موضوعات علم السياسة والقانون الدستوري ، وهو في نفس الوقت موضوع الكتاب ، أعني ( القيادة ) وتعيينها ، لنرى كيف أثرت هذه الأحداث ، واستولت على وجدان الأمة وعقلها الباطن ، وكمنت فيه لتحكم فيما بعد سلوك أفرادها ، وتوجه تصرفاتهم ، ولننظر أيضاً كيف وقف علماؤنا تجاهها ، وما استنبطوه منها من أحكام ، واستخرجوه من وقائعها من مواد سياسية ودستورية فرضوها على المسلمين ، وأمروهم بتقديسها على أنها ( إسلام ) .
* *