ولا يزال مبدأ محمد هو المبدأ الحق في أمره وزجره ، وفي أخذه ورده ، ولا يزال دين محمد هو الدين القيم الحنيف الذي لا سرف فيه ولا تقصير ولا امت ولا عوج :
( وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ).
ألا تعجب لفريق من مدعية الإسلام يقرون لمحمد صلىاللهعليهوآله بالنبوة ، ويعترفون لكتابه بالعصمة ، ويثبتون لشريعته البقاء والخلود ، ثم ينبذون أحكام نبيهم وكتابهم ظهرياً سعياً وراء كل غربي ، والتماساً لكل غريب ؟!.
ألا تعجب لمن يهيب به محمد صلىاللهعليهوآله ليقوده الى العزة ، وليرتفع بموضعه الى الكرامة ، وليجعله قواماً لله بالحق ، شهيداً على الناس بالقسط ، كيف يستحوذ عليه الهوى حتى يضل وتركه المطامع حتى يذل ، وحتى تحيله الأهواء سائمة تقاد أو معلوفة تربط ؟!.
أضاع المسلمون دينهم الحق ومبدأهم الصواب الذي وجد العالم بركته ايام كان سائراً على هداه.
اضاعوا الحق فاختلفوا وتخلفوا ، وسيختلفون بعد ويتخلفون ، وتشتد الفرقة وتبعد الشقة ، حتى لا أخوة ولا حب ولا عصمة ولا قربى.
* * *
ونبت مع الحوادث كتاب مسلمون.
كتاب في الادِّعاء ، ومسلمون في التوهم.
قال لهم التطفل كونوا كتاباً ، وقال لهم الافتراء كونوا مسلمين.
نبت هؤلاء ونشأوا مع الحوادث ليلصقوا
بالإسلام ما تأباه قواعد