انقلبوا ـ لا كما اراد الله منهم ـ أعداءً ، وهل تلد الفرق وتنشرها إلا الأهواء ؟ وهل تثير الخصومات وتغريها سوى المطامع ؟
( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ).
ثم اتسع الهوى فكانت لكل شخص غاياته ، وتقطعت العصم فعاد كل فرد أمة ، ووهت الصلة بالدين فأصبح كل رأي مذهباً !!.
وامتد الزمن ، واطردت الأحداث ، وتلبد الأفق ، وبعدت الشقة عن الدين ، وجاء دور المبادىء الملونة. فكان المبدأ ديناً يقرر الأيمان والكفر ، وكانت مقتضياته فروضاً توجب الشقاوة والسعادة ، وكان الأعتصام به صلة تفرض الحب أو البغض !! فهل سمعت بأغرب من هذا ؟!.
نحن مسلمون قبل أن نكون رأسماليين أو شيوعيين ، فما بالنا لانتبع محمداً صلىاللهعليهوآله فيما يقول ؟!.
محمداً العظيم صلىاللهعليهوآله الذي لم يجد العالم له سقطة في قول ، ولا كبوة في عمل ولا وهناً في تشريع ، ولا ضعفاً في ملاحظة.
أفهل بلونا مبدأ محمد صلىاللهعليهوآله في مشكلاتنا الحاضرة أو الغائبة فوجدناه لا يصلح بعلاجها لنلجأ الى طرائق أخرى يسنها ناس آخرون غربيون أو شرقيون ؟!.
أم هل ترك محمد صلىاللهعليهوآله مشكلة من مشاكل الحياة لم يتعرض لها بحل فاصل وتشريع حكيم ؟.
لا يزال محمد صلىاللهعليهوآله ـ بعد ـ صادقاً في
قوله ، حكيماً في تشريعه ، لم يذهب بصدقه الدهر ولم تحل من تشريعه الحكمة ، ولم تتغير فيه وجوه المصلحة ،