لست أعدد ها هنا مزايا الإسلام وخصائصه التي أوجبت له التقديم والتفصيل. بل أذكر النعوت اللمميزة لدين السماء ...
أجل. فرافع السماء أوسع علماً وأعظم خبراً من أن يلتبس عليه توحيد بتثليث أو يتحد في حكمه قدم بحدوث ، أو يجتمع في عرفانه غنى وحلول ، وباسط الأرض أكبر خطراً وأجل حكمة من أن تختلط في تمييزه نبوة ببنوة ، أو تمتزج في منطقة إلهية ببشرية ، أو يقترن في تعليمه لاهوت بناسوت ، وخالق الانسان أسمى تشريعاً وأدق ملاحظة من أن يغفل ماركب فيه من عناصر ، وما أودعه من غرائز وما مكن فيه من طباع.
وحسب الإسلام انه الين الفريد الذي استطاع أن يحتفظ بصورته الأصيلة بين عصف الاهواء وزلزلة الآراء ، فأقام حولها سداً من المعرفة ، وضرب فوقها سرادقاً من البرهان ، وثبتها على أساس من القرآن ، فلم تأسن لما أسنت الرواسب ولم تحل لما خال الجو ، ولم تضطرب لما اضطربت الأعاصير.
حسب الإسلام أن هداياته وتوجيهاته لن تزال تحت متناول اليد للباحث ، وفوق مستطاع النقد للناقد. شريطة أن يرجع الباحثون والناقدون الى هذه الحقائق في منابعها الأولى لا إليها في صورها الأخيرة.
إلى الإسلام في كتابه المعصوم وفي سننه القويمة الصحيحة .. لا الى ما بأيدي الناس من أشباح.
أما هذه فلا انكر أنا ولا ينكر منصف خبير من الناس ان للمشتهيات فيها سهماً وافراً ، وأن للأيدي فيها خبطاً كثيراً.
مشى المسلمون مع الأهواء يوم توزعوا على أنفسهم شيعاً ، ويوم