ولابد لكل دين من البرهان ، وبرهان الإسلام معجزته الثانية.
ولابد في تشريع كل دين من الحكمة ، وحكمة الإسلام معجزاته الثالثة.
وكل واحدة من هذه المعجزات ثابتة مع الازمان للنقد. خالدة مع الأجيال للهداية !!.
فلسان الإسلام هو الذي تحدى كل ناطق فأبكمه ، وقارع كل بليغ فأفحمه ، ثم لم يفتأ يقارع ويتحدى ليفهم الانسان أن قصوره لن يزال هو قصوره الأول وأن عظمة القرآن لن تبرح هي عظمته الاولى !!.
وبرهان الإسلام هو الذي استفهم كل صورة من صور الكون واستنطق كل مجلى من مجالي الطبيعة ، واستشهد كل سرّ من أسرار الحياة ، فأبان للناس كافة ـ على اختلاف عقولهم واختلاف علومهم ـ أن دلائل هذا الدين ملء الكون وملء الطبيعة وملء الحياة !!.
وحكمة الإسلام هي التي ثبتت للتمحيص في كل دور وأحرزت السبق في كل رهان ، ثم لم يفتأ العلم يستكشف كل يوم منها جانباً خفياً ويستشرف الى جوانب أخرى لاتزال مستورة !! وسرّ ذلك ان الإسلام دين الانسانية جمعاء ، وحقيق على دين الإنسانية أن تكون دلائله ومبثوثة في كل وجه ، منتشرة في كل صوب ، بحيث يجدها كل طالب ويستجليها كل ناظر.
والناس مختلفون في درجات افهامهم ، متفاوتون في مراتب عقولهم ولكل صنف من الناس حظه من الادراك وطريقته في الاقتناع ، ومن مدهشات هذا الدين انه اعد لكل صنف ما يقنعه ، ولكل فهم ما يسيغه !!.
* * *
(
وَكَأَيِّن
مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا