مُعْرِضُونَ ) (١).
أصحيح أن الناس يطلبون دليلا واضح الدلالة يؤيد الإسلام في دعوته ويصدق رسول الإسلام في دعواه ؟.
أصحيح أنهم يرومون التثبت في الدين قبل الاعتقاد والتأكد من الهدف قبل الاندفاع ؟.
أصحيح أن خشية الكذب تدفعهم الى طلب الدليل ، وان خيفة الزلل تحملهم على ترسيخ القدم ؟.
حق أن يتثبت الانسان من دينه قبل أن يعتقد ، وحق كذلك ان يتثبت فيه بعد أن يعتقد ، وعادل أن يطلب الانسان ذلك ويجهد فيه ويتأكد منه ، ودين الإسلام في طليعة المشجعين له على ذلك ، بل وأول الناقمين عليه إذا هو لم يطلب ولم يجهد ولم يتأكد.
وإن المسألة مسألة فوز وخسران وسعادة وشقاء وهدى وضلال وخطر المنساق فيها على غير علم لايقل عن خطر المنحرف مع العناد أو الهاوي مع الالحاد حق لهم أن يصنعوا كذلك وأن يطلبوا ويتأكدوا ، ولكن.
ما بالهم يحاولون أن يلجوا البيت من ظهره وأن يبلغوا الشيء من أبعد سبله ؟!.
يطلبون على صدق محمد صلىاللهعليهوآله في رسالته بينة تنقض النواميس وتغير المجاري ، وأية مزية يمتاز بها هذا الضرب من البينات على غيره ليقترحوه على الإسلام وعلى نبي الإسلام ؟.
__________________
١ ـ يوسف ، الآية ١٠٥.