( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ) (١).
والميزة الاخيرة لذلك النوع من الادلة انه يصدق رسالة الرسول من حيث اعتضادها بالقوة الخالقة ، وكل ظاهرة وخافية من هذا الكون تصدق رسول الإسلام من حيث انها تركزدعوته وتثبت تعاليمه ..
بلى. الميزة الفريدة لتلك الأدلة انها خوارق. أنها جديدة في طريقة تكوينها ... أن الانسان لم يألفها فتبعد به الالفةُ عن الالتفات اليها والتفكير فيها والاعجاب بها ، وهي ميزة لها شأنها عند الرجل ( البدائي ) ومن يقرب منه في الطفولة العقلية.
أما الانسان الراقي الذي يكبر فكره على العادة وتعتلي نفسه عن الالفة فانه لايأبه لهذه الفوارق ، فكل نظرة له في آيات الكون تفيده اعتباراً جديداً.
والانسان محتاج الى مايمده بالايمان في كل لحظة وفي كل نظرة ، لترقى نفسه ويعتلي ايمانه ، وآيات الكون هي التي تكفل له بذك ، ونظراته اليقظة الواعية هي التي تفي له بهذا الضمان.
لينظر المرء فيما حوله مما يسمع وما يبصر ، وليتأمل في كل ما يحيط به مما يحس وما يعقل ، في الكون الأعلى وحركاته ومداراته ، وفي الكون الادنى ومجاريه وغاياته ، في الشموس البعيدة البعيدة التي لاتُكشَفُ إلا بالمراصد ،
__________________
١ ـ الحج ، الآية ٧٣.