الناس بسورة منه فيبلّغهم جميعاً ، ويتحدى الناس على الإتيان بمثل هذه السورة فيعجزهم جميعاً !!.
رسوخ الأصول من هذا الدين وارتباطها مع دعوة كل ناموس من نواميس الكون ومع هداية كل سرّ من أسرار الطبيعة ، وارتكازها على حكم الفطرة الذي لا ينقض وعلى منطق البرهان الذي لايدحض. وسمو الغاية فيه واتساقها مع الغرض الأول من خلق الانسان ، ومع المقصد الاعلى من ايجاد الحياة ، ومع الغاية العامة التي يستقبلها كل جزئي من جزئيات هذا الوجود ، ويهدف إليه كل نظام من أنظمته. ودقة المناهج التي شرعها للانسان لتبلغ به المدى ، المناهج التي استخلصها من صميم مركز الانسان في الحياة ومن مختلف منازع الحياة في الانسان ومن الملاحظات العميقة لطباع هذا الكائن والموازنات الدقيقة بين نزعاته. ثم روعة هذا الإرشاد وهذا مالا يفي بوصفه قلم كاتب ، ولا تملك أن تصوره ريشة مبدع. هذه كلها وعلى رأسها كتاب الله الذي أخرس كل ناطق بينات محمد صلىاللهعليهوآله على صحة دينه وعلى صدق دعواه ، فهل يتسرَّب اليها أو الى بعضها ظل من الريب ؟؟.
* * *
أما هذه المقارنات الطويلة التي يفيض
فيها كتّاب الإسلام المعاصرون ، مقارنة الإسلام بما سواه من الملل ، ومقايسة القرآن بما عداه من الكتب ، فهي نمط من التدليل قد يؤثره الداعية المسلم ليستظهر به على خصيم من اشياع تلك الملل ، أو ليرد به شبهة من أتباع تلك الكتب ، وقد يركن اليه ليدل على عظمة صفة الإسلام أو في القرآن بحقارة ضدها ، وعلى جمال معنى فيهما بقبح