نقيضه.
أما وراء هذا وذاك فهو لون باهت من الجدل ، لون باهت حائل ليس له نصوع الحجة ولا رسوخ البرهان.
وما يفيد الإسلام أن يسلم من عيوب تأصلت في بعض الاديان ؟ وما يجدي القرآن ان يتنزه عن نقائص توطنت في بعض الكتب ؟ أفيثبت لمجرد سلامتها من تلك العلل ان الإسلام هو دين السماء الحق ، وأن القرآن هو كتاب الوحي الصحيح ؟
لست أظن أحداً من الناس يتوهم ذلك.
سلامة الإسلام والقرآن من هذه العلل لا تعدو ان تكون علامات سلبية ، وأداؤها الى النتيجة المقصودة يستدعي من الكاتب ان يظهر براءة الإسلام من شتى العلل لا من عيوب هذه الاديان فقط ، ويثبت نزاهة القرآن عن عامة النقائص لا عن نقائص هذه الكتب فحسب.
والكتاب المحدثون يهدفون من هذه الخطة الى ناحية توجيهية خالصة ، هي الى الدفاع أقرب منها الى التدليل ، وهي ( بالدعاية ) أشبه منها باقامة الحجة.
أخذ المفكرون من الغرب على المسيحية خللاً في المعارف ينكره العقل ، والتياثاً في التشريع تجحده الطبيعة ، وإسفافاً في التوجيه تأباه الضرورة. فكان من المنتظر أن تنهزم المسيحية بل تنهار أمام هذا الثالوث ، فان العقل والطبيعة والضرورة خصوم عنيدة شديدة لا يقام لها بسبيل.
وتبنت الكنيسة أفكاراً رائجة عند العامة
عن الكون والفلك والأرض والطبيعة واعتبرتها افكاراً مقدسة ، وأشاعت أنها من مقررات الوحي ،