ومن نظريات السماء ، فلا يمكن أن تكذب أبداً ولا يسوغ أن تخالف ، ولا يسوغ أن تناقش.
وجاء بعض العلماء الطبيعيين والفلكيين يقولون إن هذه الافكار معلولة ، وإن التجربة تثبت غير هذا ، وإن الآلة تشهد بصدق ماتقول التجربة.
وانتفضت الكنيسة لهذه الجرأة على مقررات الوحي ، وانتصبت لتأديب المعتدي على نظريات السماء ، وانتصب العلم وآلاته وأدواته ورجاله لعداء الكنيسة ، أتُنتَهَك حرمة العلم ، وتنتهك الحرية الفكرية باسم وحي السماء والنظريات المقدسة ؟!
وانضم العلم وانضمت الحرية الفكرية الى المعسكر الذي يناصبها العداء ، وانصار العلم وأنصار العقل وأنصار الحرية الفكرية من الحتم أن يكثروا ، ومن الحتم أن ينتصروا ، وإذا كان العلم والعقل والحرية الفكرية في جانب ، فلابد وأن يكون الجهل والحمق والعبودية الفكرية في الجانب الآخر لأن تلك لاتحارب نظائرها.
ورامت الكنيسة ـ وكانت نافذة السطوة ـ أن تتلافى الأمر قبل أن يستفحل ، فاتخذت من القوة اصلاحاً للخلل ومن العنف والفتك تقويماً للاضطراب ، فكانت محاكم التفتيش تقضي بالموت لأضعف تهمة وبالاحراق والتنكيل لأوهى علة .. نعم وكان التأريخ المرعب الكالح الذي تفززت منه الانسانية ، والذي أطل الدماء بلا حساب ، وأودى بمئات الألوف من المفكرين والأحرار دون مبرر !!.
ومن جراء هذا وهذا كانت ثورة الغرب الكبرى التي حطمت الكنيسة وألغت المسيحية ، واتهمت كل دين.