وتفاعلات عناصره وعن كل شيء منه ، واذا بكل ناحية من نواحي الانسان الكثيرة لها علم يختص بدراستها ، وعلماء يدأبون في حل مغلقاتها ، واذا بكل علم من هذه العلوم يطلع الانسان على غرائب من نفسه ليست تحصى ، ويبين له أسراراً من تكوينه ليست تعد !!.
وإذا بالمجهر يريه الوفا من الخلايا في العضو الصغير من اعضائه وملايين من الكريات في القطرة الواحدة من دمه ، واذا بعلم وظائف الاعضاء يوضح له كيف تكدح هذه الكريات في تغذية جسمه ، وكيف تتناصر في دفع العوادي عنه ، وكيف تساندها الخلايا في بناء ينهدم وسد ما ينثلم !! ، واذا بالعقل يستوقفه عند كل خاصة من هذه العجائب ليجلو له حكمة جديدة أو ليدله على صنع متقن !. واذا بقرآن محمد صلىاللهعليهوآله ينبئه بهذا التقدم قبل هذا العديد من القرون !!.
بلى. كان الانسان يبصر بعينه المجردة فلا يرى من الأشياء إلا ظواهر ، ويقيس بعقله المفرد فلا يدرك من أسرار الامور إلا بسائط ، وقد وجهه القرآن ـ لتثبيت عقائده ـ الى الظواهر التي يحسها ، وإلى البسائط التي يعقلها ، فإن في ذلك دلالة وافية كافية.
(
أَلَمْ
تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ
سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا * ثُمَّ قَبَضْنَاهُ
إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا * وَهُوَ الَّذِي
جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا * وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ
السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا * لِّنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا
وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا * ... وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَٰذَا مِلْحٌ
أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا