عظيمة الجدوى.
فالعقيدة في الإسلام مفتاح لتثقيف المرء وإذكاء مواهبه وتفتيق مافي ذهنه من طاقة وارضاء مافي نفسه من طموح ، وللدفع به الى الثقافة العالية والسمو به الى المدنية الصحيحة.
يروم الإسلام من وراء العقيدة أن يدفع المرء ليكتشف ويوجهه ليبتكر ويستحدثه ليتقدم ويرتفع.
يريد أن يقيم العقيدة على كشوف العلم حتى لايزيدها اطراد العلم إلا وضوحاً ، وأن يربط العلم بالعقيدة حتى لا يفيده رسوخ العقيدة إلا قداسة. يريد أن يتبنى العلم من حيث أنه سند له في تمكين العقيده فلا يقولن متنطع إن الدين يناكر العلم ، ثم يبارك العلم حيث أنه وزر له على نيل الغاية فلا يفوهن متشدق ان العلم يصارم الدين.
الدين سبيل التكامل الاختياري في نفس المرء وعقله ، ولن يتم هذا التكامل إلا بالعلم ولن يتم إلا بالتهذيب.
من ثم كانت العقيدة في دين الإسلام مفتاحا للنظر في علوم الكون .. في علوم الكون كافة دون استثناء ودون اختلاف. فدلالة الخليقة على الخالق ، ودلالة الابداع على حكمة المبدع ودلالة وحدة الأشياء في التصميم على وحدة المصمم ، هذه الشهادات يجدها العالم في فطرة الخلية البسيطة كما يجدها في خلقة الانسان المعقدة ، ويراها في تكوين الذرة الصغيرة كما يراها في تنظيم المجرة الكبيرة.
ففي هذا الدين يجب النظر في شؤون الفلك
وفي أسرار الطبيعة وفي قوانين الحياة وفي فلسفة التكوين وفي دقائق التركيب وفي خواص الأشياء وانظمة