الاديان من الصواب ؟!
إن العقيدة وظيقة عقلية في مرحلتها الاولى فيجب ان تكون جلية لا اثر فيها للغموض ، وثابتة لامجال فيها للتزلزل ويقينية لاظل فيها للريب. لأن العقل لا يقبل من الوظائف مافيه غموض أو وهن أو اضطراب.
ومن اجل ذلك تنوع الإسلام في البرهنة على اصوله واستحث الانسان على التأمل فيها وشجعه على نقد حججها كي يوقن عن بصيرة ثم يعتقد عن يقين :
الدين سبيل التكامل الاختياري في نفس المرء وفي عقله ، ومحال أن يبلغ بالمرء هذا المدى مالم يكن على صلة وثيقة بنفس المرء وعقله ، ومحال ان يبلغ بالمرء هذا المدى مالم تخضع نفس المرء وعقله لأوامر الدين وارشاداته ، ومالم يكن هذا الخضوع منهما عن طواعية واختيار ، محال ان يصل الدين بالانسان الى تلك الغاية مالم يبلغ من نفس الانسان ومن عقله هذا المبلغ.
وكيف يخضع هذان لأوامر الدين وهدايته إذا لم يكن الانقياد لمشرعه والاطاعة لمبلّغه عقيدة راسخة يتفهمها العقل وتمتليء بها النفس ؟.
هذه السبيل الطبيعية للدين متى أراد أن يسلك سلوكا جدياً الى الغاية.
على أن الدين في حقيقة المفهومة وفي وضعه اللازم. بل وفي مجاله اللغوي ايضاً رباط عبودية خاضعة يشد الانسان الى إله قادر قاهر ، ورسوم ترتكز على معاني تلك العبودية وهذه الربوبية يشرعها الرب ويمتثلها العبد وقد مرّ شرح هذا مفصلا فليراجعه القاريء اذا شاء.
وإذن فالعقيدة هي الركيزة الاولى للدين ، وحجر الزاوية من بنائه.
على أن للاسلام من وراء العقيدة مرامي بعيدة
الهدف بالغة الأهمية