مَكَثْتُ أَنْ خُلِّيَ عَنِّي ، والْحَمْدُ لِلّهِ.
قَالَ (١) : وكَتَبَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ يَسْأَلُهُ عَنْ ضِيَاعِهِ (٢) ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ : « سَوْفَ تُرَدُّ عَلَيْكَ ، ومَا يَضُرُّكَ أَنْ لَاتُرَدَّ عَلَيْكَ ». فَلَمَّا شَخَصَ (٣) مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ إِلَى الْعَسْكَرِ ، كُتِبَ إِلَيْهِ بِرَدِّ (٤) ضِيَاعِهِ ، ومَاتَ قَبْلَ ذلِكَ.
قَالَ : وكَتَبَ أَحْمَدُ بْنُ الْخَصِيبِ (٥) إِلى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ يَسْأَلُهُ (٦) الْخُرُوجَ إِلَى الْعَسْكَرِ ، فَكَتَبَ إِلى أَبِي الْحَسَنِ عليهالسلام يُشَاوِرُهُ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ (٧) : « اخْرُجْ ؛ فَإِنَّ فِيهِ فَرَجَكَ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالى ». فَخَرَجَ ، فَلَمْ (٨) يَلْبَثْ إِلاَّ يَسِيراً حَتّى مَاتَ. (٩)
١٣٢٦ / ٦. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ رَجُلٍ (١٠) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ (١١) ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو يَعْقُوبَ ، قَالَ :
رَأَيْتُهُ ـ يَعْنِي مُحَمَّداً ـ قَبْلَ مَوْتِهِ بِالْعَسْكَرِ فِي عَشِيَّةٍ (١٢) وقَدِ اسْتَقْبَلَ أَبَا الْحَسَنِ عليهالسلام ،
__________________
(١) في « ف » : « فقال ».
(٢) « الضِياعُ » : جمع الضَيْعَة ، أي العَقارُ ، وهو كلّ ملك ثابت له أصل كالدار والنخل. وربّما اطلق على المتاع. راجع : المصباح المنير ، ص ٣٦٦ ( ضيع ).
(٣) في « بف » : « أشخص ». وقوله : « شخص » ، أي ذهب. يقال : شَخَصَ من بلد إلى بلد شُخوصاً ، أي ذهب وسارفي ارتفاع. لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٤٦ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٤٤ ( شخص ).
(٤) في « ف » : « يردّ » بصيغة المضارع.
(٥) هكذا في « ض ، ف ، بر ، بد ، بس ، بع ، بل ، جس ». وفي « ب ، ج ، بح ، بف » والمطبوع : « أحمد بن الخضيب ». وأحمد بن الخصيب هو أحمد بن الخصيب الجرجرائي الذي كان كاتب المنتصر قبل خلافته ، ثمّ وزَر له وللمستعين. راجع : تاريخ الإسلام للذهبي ، ج ١٨ ، ص ٤٠ ، الرقم ١٨ ؛ وج ٢٠ ، ص ٤٣ ، الرقم ٨. وأمّا ما ورد في الإرشاد من عليّ بن الخصيب » فلم نعثر عليه في موضع.
(٦) في « ف » : + « عن ».
(٧) في « ف » : + « أن ».
(٨) في « ب » : « ولم ».
(٩) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٠٤ ، بسنده عن الكليني ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٣٧ ، ح ١٤٥٠.
(١٠) في حاشية « ج ، ف ، بس ، بف » : « عن معلّى بن محمّد ».
(١١) في « ف » : + « بن عبد الله ».
(١٢) في « ف » : « عشيّته ». وفي « بس ، بف » : « عشيّه ».