قصد السبيل ، وأورط نفسه في مزلة عظمت بها جنايته على الإسلام وأهله وحاول إلحاق كتاب الله من الباطل ما لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه إذ جعل لأهل الإلحاد في دين الله بسيّئ رأيه طريقا إلى مغالطة أهل الحق بتخير القراءات من جهة البحث ، واستخرج بالآراء دون الاعتصام والتمسك بالأثر المفترض. وقد كان « أبو بكر بن مجاهد » شيخنا نسله من بدعته المضلة باستتابته منها وأشهد عليه الحكام والشهود بعد أن سئل البرهان علي صحة ما ذهب إليه فلم يأت بطائل ولم تكن له حجة قوية ولا ضعيفة ، فاستوهب « أبو بكر بن مجاهد » تأديبه من السلطان عند توبته وإظهاره الاقلاع عن بدعته المضلة ، فالله سبحانه وتعالى قد أعلمنا أنه حافظ كتابه من الزائغين بقوله : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ ) (١).
توفي « أبو بكر بن مقسم » يوم الخميس لثمان خلون من شهر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة. رحمهالله وغفر له إنه غفور رحيم.
__________________
(١) سورة الحجر الآية ٩ وانظر إنباه الرواة ج ٣ ص ١٠١.