الكوفيين ، سمع من ثعلب أماليه ، وصنف عدة تصانيف ، وله قراءة معروفة منكرة خالف فيها الإجماع » (١).
اشتهر « ابن مقسم » بالعلم ، وقد صنف عدة مصنفات منها : كتاب الأنوار في تفسير القرآن ، والمدخل الى علم الشعر ، والاحتجاج في القراءات ، وكتاب في النحو ، وكتاب الوقف والابتداء في القرآن ، وكتاب المصاحف ، وعدد التمام ، ومجالسات ثعلب ومفرداته ، والرد على المعتزلة ، والانتصار لقرّاء الأمصار ، واللطائف في جمع هجاء المصاحف ، وغير ذلك (٢).
ومع أن « ابن مقسم » كان من العلماء ومن المؤلفين إلا أنه وقع فيما وقع فيه « ابن شنبوذ » حيث أجاز القراءة بما يتفق رسم المصحف والعربية ، دون الاعتداد بصحة السند ، وفي هذا يقول : ابن الجزري : وله اختيار في القراءات رويناه في كتاب الكامل وغيره ، رواه عنه أبو الفرج الشنبوذي ، ويذكر أنه كان يقول : إن كل قراءة وافقت رسم المصحف ووجها في العربية فالقراءة بها جائزة ، وإن لم يكن لها سند ا هـ (٣).
وقد ذكر المؤرخون خروج « ابن مقسم » على إجماع العلماء حيث أجاز القراءة بغير المتواتر والمشهور من حروف القرآن ، حيث قال جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف القفطي وقد ذكر حاله : أبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ صاحب أبي بكر بن مجاهد في كتابه الذي سماه « كتاب البيان » فقال : وقد نبغ نابغ في عصرنا هذا ، فزعم أن كل من صح عنده وجه في العربية لحرف من القرآن يوافق خط المصحف فقراءته جائزة في الصلاة وغيرها. وابتدع بقيله ذلك بدعة ضل بها عن
__________________
(١) انظر شذرات الذهب ج ٢ ص ١٦.
(٢) انظر طبقات المفسرين ج ٢ ص ١٣٢.
(٣) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١٢٤.