جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره ، وكان حافظا لكتاب الله ، عارفا بالقراءات ، بصيرا بالمعاني ، فقيها في أحكام القرآن ، عالما بالسنن وطرقها ، وصحيحها وسقيمها ، وناسخها ومنسوخها ، عارفا بأقوال الصحابة والتابعين ، ومن بعدهم من المخالفين في الأحكام ، ومسائل الحلال والحرام ، عارفا بأيام الناس وأخبارهم ، وله الكتاب المشهور في تاريخ الأمم والملوك ، وكتاب في التفسير لم يصنف أحد مثله ، وله في أصول الفقه وفروعه كتب كثيرة ، واختيار من أقاويل الفقهاء » ا هـ (١).
وقال « ابن خلكان » : « كان « أبو العباس بن سريج » يقول : « محمد ابن جرير الطبري » فقيه العالم » (٢).
وقال « الحسن بن علي الأهوازي المقرئ » : ألف « الطبري » في القراءات كتابا جليلا كبيرا رأيته في ثمانية عشرة مجلدا بخطوط كبار ، ذكر فيه جميع القراءات من المشهور والشاذ ، وعلل ذلك وشرحه ، واختار منها قراءة لم يخرج بها عن المشهور » ا هـ (٣).
عاش « الطبري » حياة كانت من بدايتها إلى نهايتها ستا وثمانين سنة قضاها منذ الصغر إلى نهاية العمر بحثا عن العلوم والمعرفة.
ومما لا شك فيه أن ثقافة « الطبري » كانت متنوعة ، وكان علمه غزيرا ، كل ذلك أهل « الطبري » ليترك ثروة علمية عظيمة من المؤلفات والمصنفات.
في مقدمة مؤلفات « الطبري » كتابه : « جامع البيان في تفسير القرآن ». قال عنه « السيوطي » : إنه جمع فيه بين الرواية والدراية ولم يشاركه في ذلك أحد
__________________
(١) انظر تاريخ بغداد ج ٢ ص ١٦٣.
(٢) طبقات الشافعية ج ٢ ص ١٣٧.
(٣) انظر معجم الأدباء ج ١٨ ص ٤٥.