ومن يقرأ تاريخ « حمزة » يحكم بأنه كان زاهدا ، وكثير العبادة ، وهناك أكثر من دليل على ذلك.
قال « عبيد الله بن موسى » : كان « حمزة » يقرئ القرآن حتى يتفرق الناس ، ثم ينهض فيصلي أربع ركعات ، ثم يصلي ما بين الظهر والعصر ، وما بين المغرب والعشاء ، وحدثني بعض جيرانه أنه لا ينام الليل ، وأنهم يسمعون قراءته يرتل القرآن » ا هـ (١).
وقال « إسحاق بن الجراح » قال « خلف بن تميم » : مات « أبي » وعليه « دين » فأتيت « حمزة » ليكلم صاحب الدين ، فقال : ويحك إنه يقرأ عليّ ، وأنا أكره أن أشرب من بيت من يقرأ عليّ الماء » ا هـ (٢).
وذكر « جرير بن عبد الحميد » قال : مرّ بي « حمزة » فطلب ماء فأتيته به ، فلم يشرب لكوني أحضر القراءة عنده » ا هـ (٣).
وقال « حسين الجعفي » : « ربما عطش « حمزة » فلا يستقي كراهية أن يصادف من يقرأ عليه » ا هـ (٤).
توفي « حمزة » بمدينة « حلوان » بمصر سنة ست وخمسين ومائة ، بعد حياة كلها عمل وجهاد في تعليم القرآن ، رحم الله « حمزة » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١١٥.
(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١١٦.
(٣) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١١٦.
(٤) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١١٦.