وقال « عبد الله بن أحمد بن حنبل » : سألت « أبي » عن « عاصم بن بهدلة » فقال : رجل صالح ، خيّر ثقة ، قلت : أي القراءات أحب إليك؟ قال : قراءة أهل المدينة ، فإن لم يكن ، فقراءة « عاصم » ا هـ (١).
وقال « أبو كريب » : حدثنا « أبو بكر » قال لي عاصم : مرضت سنتين ، فلما قمت قرأت « القرآن » فما أخطأت حرفا ا هـ (٢).
وقال « أبو بكر بن عياش » عن « شمر بن عطية ». قام فينا رجلان : أحدهما أقرأ القرآن لقراءة « زيد بن ثابت » وهو « عاصم » والآخر أقرأ الناس لقراءة « عبد الله بن مسعود » وهو : الأعمش ، ثم قال « ابن عياش » : وكان « عاصم » نحويا ، فصيحا ، إذا تكلم ، مشهور الكلام ، وكان هو ، والأعمش ، وأبو حصين الأسدي لا يبصرون. جاء رجل يوما يقود « عاصما » فوقع وقعة شديدة ، فما نهره ، ولا قال له شيئا ا هـ (٣).
وأقول : هذا الخبر إن دلّ على شيء فإنما يدل على حلم ، وسعة صدر ، « عاصم » رحمهالله تعالى.
وقال « سلمة بن عاصم » : كان « عاصم بن أبي النجود » ذا أدب ، ونسك ، وفصاحة ، وصوت حسن ا هـ (٤).
وقال « أبو بكر بن عياش » : قال « عاصم » : من لم يحسن من العربية إلا وجها واحدا ، لم يحسن شيئا ، ثم قال : ما أقرأني أحد حرفا إلا « أبو عبد الرحمن السلمي » ، وكان قد قرأ على « عليّ » رضياللهعنه ، وكنت أرجع من عنده
__________________
(١) انظر سير أعلام النبلاء ج ٥ ص ٢٥٧.
(٢) انظر سير أعلام النبلاء ج ٥ ص ٢٥٨.
(٣) انظر سير أعلام النبلاء ج ٥ ص ٢٥٨.
(٤) انظر سير أعلام النبلاء ج ٥ ص ٢٥٩.