فأعرض على « زر بن حبيش » وكان « زر » قد قرأ على « عبد الله بن مسعود » رضياللهعنه ا هـ (١).
وقال « زياد بن أيوب » حدثنا « أبو بكر » قال : كان « عاصم » إذا صلى ينتصب كأنه « عود » وكان يقيم يوم الجمعة في المسجد إلى العصر ، وكان عابدا ، خيّرا ، يصلي أبدا ، ربما أتى حاجة ، فإذا رأى مسجدا قال : حل بنا فإن حاجتنا لا تفوت ، ثم يدخل فيصلي ا هـ (٢).
وقال « الذهبي » : كان « عاصم » ثبتا في القراءة ، صدوقا في الحديث ، وقد وثقه « أبو زرعة » وجماعة ، وقال « أبو حاتم » : محله الصدق ا هـ (٣).
وقال « أبو بكر بن عياش » : دخلت على « عاصم » وقد احتضر ، فجعل يردد هذه الآية يحققها كأنه في الصلاة : ( ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِ ) (٤).
توفي الإمام « عاصم » بالكوفة سنة سبع وعشرين ومائة بعد حياة حافلة بتعليم كتاب الله تعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. رحم الله « عاصما » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر سير أعلام النبلاء ج ٥ ص ٢٥٨.
(٢) انظر سير أعلام النبلاء ج ٥ ص ٢٥٩.
(٣) انظر سير أعلام النبلاء ج ٥ ص ٢٦٠.
(٤) انظر النشر في القراءات العشر ج ١ ص ٥٥. والآية من سورة الأنعام رقم ٦٢.