الحسن علي بن محمد الخياط ، وعبد الرحمن بن أحمد الرازي ». وروى القراءة عنه سماعا : عبد الله بن محمد شيخ الداني ، وأعلى ما وقعت رواية قالون من طريقه (١).
وصف « عبد الله بن مهران » بعدة صفات حميدة ، منها : شدة إخلاصه ، وحبه لتعليم القرآن ، دون أن يأخذ على ذلك أجرا من أحد.
احتل « عبيد الله بن مهران » مكانة سامية واشتهر بالصدق والخوف من الله تعالى ، والاقبال على طاعة الله تعالى ، مما استوجب ثناء العلماء عليه ، وفي هذا يقول الخطيب البغدادي : كان « عبيد الله بن مهران » ثقة ، صادقا ، ديّنا ، ورعا ، ثم يقول : سمعت « العتيقي » ذكره فقال : ثقة مأمون ما رأينا مثله في معناه ، وسمعت الازهري ذكره فقال : كان إماما من الأئمة (٢).
وقال « الإمام ابن الجزري » : أبو أحمد الفرضي إمام كبير ثقة ورع (٣).
مما هو ثابت أن الجزاء من جنس العمل ، وصدق الله حيث قال : ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) (٤).
ويفوح من سيرة « عبيد الله بن مهران » رائحة طيبة عطرة هي رائحة تمسكه بتعاليم الإسلام ، اذا فمن كان كذلك فان الله سبحانه وتعالى سيتفضل عليه بحسن الخاتمة. حول هذا المعنى يقول « أبو الحسن محمد بن أحمد » رأيت في منامي « أبا أحمد الفرضي » بهيئة جميلة أجمل مما كنت أراه في دار الدنيا : فقلت له : يا أبا
__________________
(١) انظر طبقات القراء ١ / ٤٩١.
(٢) انظر تاريخ بغداد ١٠ / ٣٨٠.
(٣) انظر طبقات القراء ١ / ٤٩١.
(٤) سورة النحل الآية ٣٢.