عمن يعلّم النحو ، فدلّ على « معاذ الهرّاء » فلزمه ، ثم خرج إلى البصرة ، فلقي « الخليل بن أحمد » ثم خرج إلى بادية الحجاز ا هـ (١).
ولقد بلغ « الكسائي » مكانة سامية في العلم ، مما استحق ثناء العلماء عليه : قال « أبو بكر بن الأنباري » : اجتمعت في الكسائي أمور : كان أعلم الناس بالنحو ، وواحدهم في الغريب ، وكان أوحد الناس في القرآن فكانوا يكثرون عليه حتى لا يضبط الأخذ عليه ، فيجمعهم ، ويجلس على كرسي ، ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع ، والمبادئ ا هـ (٢).
وقال « الإمام الشافعي » : من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على « الكسائي » ا هـ (٣).
وقال « الذهبي » : كان في « الكسائي » حشمة ، لما نال من الرئاسة بإقراء « محمد الأمين ولد الرشيد » وتأديبه ، وتأديبه أيضا للرشيد ، فنال ما لم ينله أحد من الجاه ، والمال ، والإكرام ، وحصل له رئاسة العلم والدنيا ا هـ (٤).
ولقد خلّف الكسائي للمكتبة الاسلامية ، والعربية ، الكثير من المصنفات ، منها كتاب معاني القرآن ، وكتاب القراءات ، وكتاب العدد ، وكتاب النوادر ، وكتاب في النحو ، وكتاب الهجاء ، وكتاب مقطوع القرآن وموصوله ، وكتاب المصادر ، وكتاب الحروف وكتاب الهاءات ، وغير ذلك كثير.
توفي الكسائي ببلدة يقال لها « رنبويه » بالريّ سنة تسع وثمانين ومائة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن وعلومه. رحم الله « الكسائي » وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٢٥.
(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٢٢.
(٣) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٢٢.
(٤) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٢٣.